القرآن الكريم - أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

تفسير الا بذكر الله تكمئن القلوب

القرآن الكريم (وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ)

هنا الحل لجميع المشاكل النفسية، هنا الراحة قال احد السلف ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وجنة الدنيا هي الإيمان فالإيمان هو الجنة في الدنيا، فإذا كنت خائف ستجد الأمن والأمان بذكر الله، ذكر الله الذي أوله العلماء على اكثر من وجه والأختلاف هنا للتنوع وليس التضاد لنجد نفسنا أمام كم هائل من اوجه ذكر الله، والنتيجة يطمئن بذكر الله الخائف والمريض والمسجون والمنعزل الذي يعاني من الوحدة، والمريض النفسي، والمسجون الغني والفقير ففي رحاب هذه الآية ستجد الذي لن تجده عند الأطباء النفسيين.

قال تعالى في سورة الرعد الآية 28 (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) هيا لنتعرف على اوجه تحديد ذكر الله كيف يكون.

كيف يكون ذكر الله؟

جاءات العديد من التأويلات في ذكر الله كلها من باب التنوع كما سنبين مع القرآن الكريم وفضله في ذكر الله والذي تطمئن به القلوب.

القرآن الكريم

قراءة القرآن الكريم من اوجه ذكر الله حسب ما فسره العلماء فعند قراءة القرآن الكريم تتنزل الملائكة والرحمات وتهرب الشياطين، قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تزعجهم وتدفعهم إلى المعاصي، فمع قراءة القرآن تفر الشياطين وتخنس، قال تعالى"مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) أي الذي يخنس عند قراءة القرآن وذكر الله.

- الخوف :- في القرآن تجد الراحة، فإذا كنت قد ابتليت بشيء من الخوف فتقرأ قوله تعالى (  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ - فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) عند قراءة هذه الآيات يطمئن قلبك.

فلماذا القلق والخوف والإضطرابات النفسية والتوتر وغيرها من الأمراض التي أصابت المسلمين هذه الأيام فكل شيء في كتاب وقدره الله لنا أو علينا وكله خير اسعد بحياتك بما فيها من خير تحسبه خير ومن خير تحسبه شر فأقدار الله كلها خير والله لا يأتي إلا بالخير، فالفقر خير وكل مصيبة تصيبك خير وكل اذى الحقه الناس بك خير وانتظر الجزاء إن لم يكن في الدنيا فستجده يوم القيامة "رضوان الله هو كل الخير"

- المرض:- فالمريض عندما يقرأ آيات الله يطمئن قلبه فق قوله تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ، (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) وايوب عليه السلام عانى من الإبتلاء والمرض لسنوات ويذكر ربه ويداوم على ذكر ربه ، فتجد في الآيات كم من التعازي التي تخفف عنك ومع اليقين بأن الله سيكشف عنك البلاء أو يعطيك من الصبر وقوة الجسد ما يعينك على تحمل المرض والبلاء أو يهديك إلى علاج أو وسيلة للتعافي.

- الخوف والجبن من الشيطان واولياءه، فقال تعالى ( إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فالذي يخوفكم الشيطان وربك يأمرك بألا تخاف الشيطان واولياءه ولكن خاف الله فلن يصيبك إلا ما كتب الله لك وتذكر دائمًا أن كل شيء بقدر الله وتذكر بأن الحياة قصيرة وأن الحياو الأبدية والحقيقية هي الآخرة فأعمل لها وتعوذ بالله من الوسواس الخناس الذي يخنس عند ذكر الله وتعوذ بالله من الجبن فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو دبر كل صلاة (اللهم أني اعوذ بك من الجبن والبخل).

تأكد من أنك تسير في طريق الله وأن الله سوف ينصرك إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.

- البراءة، فقد برأ الله موسى عليه السلام مما قال بني اسرائيل، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا)، وعندما تقرأ قصة يوسف عليه السلام تجد أن التي وقفت وقالت ما جزاء من اراد باهلك سوء هي نفسها من وقفت بعد سنوات لتقول الآن حصحص الحق، فإن لم يبرأك الله في الدنيا فسيفعل في الآخرة.

- الإيمان بالقدر:- إذا فاتك رزق أو أصابك مصيبة من كل ما ورد كمصيبة في المال أو في الولد و في الحياة كلها فتذكر قول الله (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) يعني لم كله مقدر ومكتوب في كتاب قبل أن تحدث لك وأنت مطالب بالصبر والإيمان والسعي والعمل ولا تحزن ولا تفرح فالذي فاتك من رزق أو أصابك من مصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك أو موت عزيز عليك كله مقدر فلا يجب أن تحزن وتعيش في الحزن لفترة طويلة ولكن اصبر عليك بالصبر والحمد، قال صلى الله عليه وسلم (ومن يتصبر يصبره الله) وهكذا تصبر يصبرك الله ولا تتمادى في الحزن حتى لا يختم الله على قلبك ويعطيك من الحزن ما تريد، وعلى العكس إذا اتاك شيء من الدنيا فلا تفرح يعني إذا نجحت لا تفرح فرحة المختال ولكن افرح بحمد أي السعادة مع الحمد لله وانسب الاشياء لمقدرها فالله الذي قدر لك هذا النجاح والله الذي قدر لك تحصيل هذا العلم والله الذي ساق لك هذا الرزق.

تذكر أن الصبر على الفقر والإبتلاء وقلة الارزاق أسهل بكثير من شكر النعم فالغني يحتاج إلى عمل الفقير ويزيد عليه ففي شرح بن باز رحمه الله للحديث قال (إذا عملوا عمل الفقراء وزادوا عليهم بالصدقات، على حسب أعمالهم، كلما زادت الأعمال الصالحة زاد الفضل، فالغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر؛ لأن عنده القدرة على المعاصي وعافاه الله منها واستعمل الطاعات).

ضع نصب عينيك هذه الآية ( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) هنا تجد لا حزن ولا فرح بل صبر مع الحمد لله وشكر مع الحمد لله.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) لو ما خرج ما صدمته سيارة، لو خرجت للسوق اليوم كنت ربحت كما ربحوا كل هذا من اقوال الكفار الذي لا يؤمنوا بالقدر وأن كل شيء في كتاب من قبل أن يحدث أن ذلك على الله يسير.

احاديث عن المرض.

اردت أن اذكركم بذكر الله فإن كنا كلنا نعلم ولكننا ننسى وقت المصائب والشدائد ونذهب بعيدًا عن العلاج الرباني الذي تتداوى به القلوب وتنشرح به الصدور.

كان القرآن الكريم احد اوجه تاويل ذكر الله كما جاء في الآية وهناك العديد من الأوجه من باب التنوع وليس التضاد، إن شاء الله نكملها في وقت لاحق.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -